1القدر المحتوم:
أستيقظ من النوم فزعا،،،أستيقظ بصورة غريبة أوحت أنه رأى حلما مروعا،،،كان االعرق يتصبب من وجهه،وسائر جسمه،،،قال بصوت خافت:
ـ أعود بالله من الشيطان الرجيم،،،اللهم إجعله خير..
نهض من فراشه،،،أتجه صوب الهاتف،،،أدار أقراصه ،ويده لازالت ترتعش،،،وضع السماعة في أدنه منتظرا مخاطبه على الهاتف ليستقبل اتصاله الطارىء لأن الساعة تتجاوز الثالثة صباحا،،،،
لم يرد عليه أحد،،،أعاد الاتصال مرات متعددة لكن دون جدوى،،،أزدادت مخاوفه،،،،انتابه احساس أنه ثمة خطب ما وقع في البيت،،،بالكاد فتحت زوجته عينيها،،،نظرت اليه بإندهاش وقالت بنبرة من أستحوذ عليه النوم:
ـ ماذا بك ياسعيد،مالخطب؟؟!!
ـ لقد رأيت حلما مفزعا،،،وأخشى أن يتحقق،،،
قالت متسائلة ،وعلامة الاندهاش لازلت بادية على وجهها:
ـ ماذا رأيت ؟؟!!
أجابها:
ـ رأيت منزلنا يحترق،،،وأهلي محاصرون داخله ،،وهم بستغيثون،،،كلهم يصرخون،،،
ـ اللهم جعله خير،،،قد تكون كوابيس ،،،لاتشغل بالك عزيزي،،،
ـ لقد اتصلت عدة مرات ،،،ولاأحدا يرد،،،!!
ـ وكيف تريد أن يردوا عليك وهم نيام،،،؟!!
نظرت الى الساعة الموجودة بجانبها،،وأستأنفت كلامها قائلة:
ـ الساعة الآن الثالثة ونصف صباحا،،،،
قال لها وهو ينزع عليه ملابس النوم:
ـ يجب أن أدهب لأتحقق من الامر،،،يجب أن أطمئن على أسرتي،،،
قالت له وقد تغيرت نبراتها:
ـ هل جننت ياسعيد،،،؟!تذهب في هذه الساعة،،،،؟!!
ـ لاعليك ياثريا،،نامي أنت،،،سأذهب واعود بسرعة،،،
كانت تراقبه وهو يلبس بنطلونه،،،وقميصه،،،عرفت أنه مصر على الذهاب االى بيتهم ليطمئن على والديه وأخوته،،،وذا أصر على شيء لن يردعه رادع،،،،
رأته وهو يغادر الغرفة ،،،أخدت تتمتم وكأنه تكلم نفسها بصمت،،،،
أتجه الى سيارته ،،،ركبها وأنطلق بها مسرعا،،،،كان تفكيره كله مشغولا بأسرته،،،ومايمكن أن يحل بهما،،،حتى انه أصبح شارذ الفكر،،،وفاقدا للتركيز وهو يسوق بسرعة كبيرة،،،،وفي لمح البصر ،،،أنقلبت سيارته بعد أن ارتطمت بعامود كهربائي،،،،وفي لحظة وجد نفسه محاصرا داخلها وهي تحترق،،،،