أرحلْ (مُعمرُ) أيها المغــرورُ
رافع علي الشهري
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
إرحــلْ( مـُعـمــرُ) أيهـا المغــرورُ
إرحــلْ فـــإنـك سـاقــطٌ مـكسورُ
إرحلْ فما عــادتْ تقــلكَ ليبيا
إرحــلْ فإنـــكَ فوقـَـها مَعثـــورُ
ماعـاد للفجّارِ فـيها مـوطنٌ
ماعــاد فيـها للطغـاةِ حُضــورُ
ستظلُ تقــذفُ بالخبيث لسوئهِ
وتظلُ ترجفُ حينها وتمــورُ
قد عشتَ فـوق ترابها فأهــنْتَها
ونســيتَ أنــكَ فوقــها مقبــورُ
ألقيتَ بالشعب الآبيّ على اللظى
وهــــوالذي في فقـْرهِ مأسورُ
لكنّ صبرَ الحُــرّ ينْفــدُ حينمــا
يقسو علــيه الظــالمُ الشريــرُ
فيصير كالآسدِ الهصور لآنه
عَبــْر الزمـان على أذاه صــبورُ
ولسوف تسمعُ يا معمّر صوتهُ
صوت الآسود صواعــقٌ وزئـيرُ
قد جئتَ في زمن الهتاف بخلسةٍ
لكــنّ تاريــخ اللئــيــم حــقــيرُ
فالدهــرُ يكتب للانــام صحائــفاً
وعلى صحيفـتكَ السواد كثــيرُ
أفنــيتَ عُمـْـركَ ظالــما متكــبرا
والحــق أنــك في العيـون صغــيرُ
قد كنتَ تحسبُ أنّ حُكْمكَ دائـــمٌ
واليـــوم تــعـــلــمٌ أنــه مبــتــورُ
أنت الذي سَخِرَ الزمــان بفعـــلهِ
أنت الـذي في جـَـهْلـهِ مــغمــورُ
أنت الذي زرع القلاقلَ والآسى
في كل صِقْعٍ مــن يــديـك فـُجورُ
أموالٌ شعبكَ في الديــار تبددتْ
تَحمي طُغاة الآرضِ حــين تَثــورُ
ونهبتَ مخزونَ البلاد وما حَوتْ
هــذا هـو الاسـرافُ والــتبذيــرُ
وأخذتَ من كــفِّ الفقير رغيــفــَهُ
تبــّاً لحُــكمٍْ أنــت فيــه أميـــرُ
ما أنـــت الا هــــائمٌ فــي غَيـــّه
ما أنـــت الا حــاكــمٌ مأجـــورُ
ها أنت تقصفُ ليبـــيا يا خائــناً
تا الله انك مجرمٌ مسعــورُ
ها أنت تجلبُ كلَّ مرتزقٍ لها
والله لايحـمي الديارَ أجــيـرُ
لو كنتَ حرّاً مارضيتَ إهانـة
إخسأ..فأنت الفاجـرُ المـوتورُ
يا أيها المعتوه يومكَ قادمٌ
يـومٌ عليه مصائبٌ وشــرورُ
يوم المنيةِ كــلُ شيءٍ زائــلٌ
والعمرُ مهما طال فيه قصيرُ
فارحلْ حفيد بني بويه فإنما
أنت الــذي في ليــبيا محْــظـورُ